شارك المقالة:

تحايل مقلق على أنظمة الذكاء الاصطناعي: ثغرات تُهدد الأمن الرقمي

تحايل مقلق على أنظمة الذكاء الاصطناعي: ثغرات تُهدد الأمن الرقمي

في تطور يثير القلق ويكشف جانبًا مظلمًا من التطور السريع للذكاء الاصطناعي، أشارت دراسة حديثة إلى أن روبوتات الدردشة المتطورة مثل شات جي بي تي، جيميني، وكلاود، يمكن التلاعب بها بسهولة لتتجاوز ضوابطها الأخلاقية والقانونية. هذا التجاوز يسمح لها بتقديم معلومات قد تُستخدم في ارتكاب جرائم رقمية خطيرة.

كشفت هذه الدراسة، التي أجراها باحثون متخصصون، عن ما يُسمى بـ”كسر الحماية الشامل” لأنظمة الذكاء الاصطناعي. هذه الطريقة الملتوية تُمكّن المستخدمين من التحايل على أنظمة الأمان المدمجة في الروبوتات، مما يدفعها للكشف عن تعليمات تقنية محظورة. تتضمن هذه التعليمات كيفية اختراق الشبكات، أو تصنيع مواد غير قانونية، أو حتى تنفيذ عمليات احتيال معقدة.

أساليب التحايل تستغل “طيبة” الذكاء الاصطناعي

يكمن جوهر هذه الحيل في صياغة الأسئلة بطريقة “افتراضية” أو ساخرة. على سبيل المثال، قد يطلب المستخدم من الروبوت المساعدة في كتابة سيناريو خيالي يتضمن اختراق شبكات. وبمجرد تقديم الطلب بذكاء وبطريقة غير مباشرة، يستجيب الذكاء الاصطناعي بتقديم تفاصيل دقيقة، متجاهلاً السياسات الأخلاقية التي بُرمج عليها.

يشير الباحثون إلى أن النماذج الكبرى من الذكاء الاصطناعي، التي تُدرّب على كميات هائلة من البيانات، لا تميز دائمًا بين السياقات الأخلاقية وغير الأخلاقية. ويعزى هذا جزئيًا إلى أن بعض هذه النماذج استقت معلوماتها من منتديات إلكترونية مفتوحة قد تحتوي على محتوى مثير للجدل.

عندما يتحول الذكاء الاصطناعي من أداة مساعدة إلى أداة للجريمة

من المفارقات أن هذه الروبوتات مصممة في الأساس لتقديم المساعدة الأمثل للمستخدمين. لكن هذا “الود الرقمي” قد يصبح نقطة ضعف حرجة عندما يُستغل لتجاوز الحواجز الأخلاقية، ليتحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة لتعليم الجريمة بدلاً من منعها.

ما يثير القلق أيضًا هو أن بعض الشركات المطورة لم تستجب بجدية لتحذيرات الباحثين، في حين تعاملت أخرى مع الظاهرة كخلل بسيط يمكن إصلاحه، متجاهلة بذلك عمق التحدي الذي يمثله هذا الأمر.

نماذج “القانون المظلم”: ذكاء اصطناعي صُمم لتجاهل الأخلاقيات

لا يقتصر الأمر على روبوتات الذكاء الاصطناعي التقليدية؛ فقد كشف الباحثون عن وجود نماذج خاصة تُصمم عمدًا لتجاهل الاعتبارات الأخلاقية، وتُعرف باسم “أساتذة القانون المظلم”. هذه النماذج قادرة على إرشاد المستخدمين لارتكاب الجرائم الرقمية بخطوات دقيقة وسلسة.

مع الانتشار الواسع لأساليب كسر الحماية وتداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، تُطرح تساؤلات جادة حول مدى فعالية السياسات الحالية في تنظيم الذكاء الاصطناعي، وقدرتها على مقاومة الانحراف عن أهدافه الأصلية.

هل يمكن احتواء هذا الخطر المتنامي؟

تدعي شركات رائدة مثل “OpenAI” و”مايكروسوفت” أن الإصدارات الأحدث من نماذجها أصبحت أكثر التزامًا بقواعد السلامة. ومع ذلك، يشير الواقع إلى أن مجرد الوصول إلى ذكاء اصطناعي شامل المعرفة يعني احتمال استخدامه في الخير أو الشر على حد سواء، وأن المسؤولية كاملة تقع على عاتق مطوريه ومشرعيه معًا.

في عالم تتشابك فيه القدرات الرقمية مع الحيل البشرية، قد يتحول الذكاء الاصطناعي من مساعد افتراضي إلى أداة خطرة، ما لم يتم وضع تشريعات وتنظيمات صارمة تواكب سرعة تطوره.

هل تعتقد أن التشريعات الحالية كافية لمواجهة هذه التحديات، أم أننا بحاجة إلى مقاربة جديدة تمامًا؟

Shopping Cart
×
0