شارك المقالة:

ملخصات الذكاء الصناعي تغير عالم محركات البحث

ملخصات الذكاء الصناعي تغير عالم محركات البحث

لاحظنا منذ فترة ظهور ملخصات للذكاء الصناعي عند قيامنا باستخدام محرك بحث جوجل. هذه الملخصات تقدم في كثير من الاحيان أجوبة مباشرة لأسئلتنا, على عكس المواقع الالكترونية التي تمتلئ مقالاتها بالمقدمات الطويلة (وسامحوني على قول “العلاك المصدي” في كثير من الأحيان). وهذف تلك المواقع ليس بريئاً أبداً, حيث تهدف إلى إطالة فترة زيارتك للموقع قدر الإمكان من أجل مشاهدتك للمزيد من الإعانات المعروضة وبالتالي زيادة ربحها.

قد لا تفضل محركات البحث قراءتك للملخصات وعدم دخولك للمواقع الالكترونية ورؤيتك للإعلانات. لأنها أيضاً شريك في هذه الإعلانات المعروضة في المواقع الالكترونية. ولكن يبدو أن المنافسة تخرج الأمور عن السيطرة في بعض الأحيان. مما اضطر كبار محركات البحث مثل جوجل إلى تقديم ملخصات مقالات في مقدمة نتائج البحث.

تلك الملخصات ليست نتائج إجابة من الذكاء الصناعي بشكل مباشر على سؤالك في محرك البحث, بل إنها مزيج من إجابة مأخوذة من مجموعة من المواقع الالكترونية الأهم -من وجهة نظر الذكاء الصناعي- ومعاد صياغتها ومقدمة بطريقة مباشرة لتجيب على سؤالك.

وعلى الرغم من إنها قد تفتقر للدقة في بعض الاحيان, إلا أنها تقدم أجوبة عملية سهلة ومباشرة توفر الكثير من الوقت على المستخدمين في الدخول لمواقع الالكترونية والعراك مع نوافذ الإعلانات المنبثقة و تخرج لنا من هنا ومن هناك!

ثورة الذكاء الاصطناعي تهيمن على نتائج البحث

ملخصات الذكاء الصناعي في محركات البحث

هو فعلاً تحول غير مسبوق، ملخصات الذكاء الاصطناعي تتربع على عرش صفحات نتائج بحث جوجل! لتصبح أول ما يراه المستخدمون. فوفقًا لتقرير صادر عن مركز “بيو للأبحاث“، يتبين أن المستخدمين أصبحوا يثقون في هذه الملخصات بشكل كبير، لدرجة أنهم نادراً ما يلتفتون إلى الروابط التقليدية التي تظهر أسفلها، حتى مع علمهم بأن النصوص المولدة بالذكاء الاصطناعي قد تكون عرضة للأخطاء. هذا التغيير الجذري يقلل بشكل ملحوظ من عدد النقرات على روابط المصادر الأصلية، مما يؤثر على حركة الزوار نحو مواقع الأخبار والناشرين.

تشير الدراسة إلى أن المستخدمين يميلون أكثر لاستكشاف الروابط التقليدية فقط في حال غياب ملخصات الذكاء الاصطناعي. كما كشف التقرير أن المصادر الأكثر استشهادًا في هذه الملخصات هي مواقع مثل Reddit و Wikipedia و YouTube، في حين أن المواقع الحكومية تحظى بفرصة أكبر للظهور في ملخصات الذكاء الاصطناعي مقارنة بالنتائج التقليدية.

هل بدأت هيمنة جوجل في التراجع؟

للمرة الأولى منذ سنوات، بدأت حصة جوجل السوقية تشهد تراجعًا ملحوظًا. فوفقًا لتقرير “Ofcom Online Nation 2024“، انخفضت حصة جوجل في المملكة المتحدة بنسبة 3%، كما شهدت حصتها العالمية تراجعًا بسيطًا من 90.8% إلى 89.65% بين مايو 2024 و 2025.

يعود هذا التراجع بشكل رئيسي إلى النمو الهائل في استخدام منصات الذكاء الاصطناعي التوليدية، مثل ChatGPT، Perplexity، Claude، و Gemini. شهدت هذه المنصات نموًا انفجاريًا في عام 2024، ومن المتوقع أن يستمر هذا الزخم في عام 2025.

  • يستخدم ChatGPT حوالي 400 مليون شخص أسبوعيًا على مستوى العالم في عام 2025، وهو ضعف عدد مستخدميه في أغسطس/آب 2024.
  • لدى Perplexity حوالي 15 مليون مستخدم شهري نشط.
  • يصل عدد مستخدمي Claude شهريًا إلى 18.9 مليون.
  • يستخدم Gemini (نموذج الذكاء الصناعي الخاص بجوجل) 350 مليون مستخدم شهريًا.

يؤكد خبراء التسويق أن التحول الأهم في عام 2025 هو انتقال المستخدمين إلى أدوات مثل ChatGPT و Perplexity للبحث عن المعلومات. لم يعد تحسين محركات البحث يقتصر على جوجل، بل أصبح يتعلق بمدى قدرتك على أن يتم ترشيحك من قبل الذكاء الاصطناعي.

قد يهمك: تحايل على أنظمة الذكاء الصناعي يثير القلق.

كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة قواعد تحسين محركات البحث SEO؟

لم يعد تحسين محركات البحث (SEO) يقتصر على التنافس من أجل الظهور في الصفحات الأولى على جوجل. لقد فتح الذكاء الاصطناعي آفاقًا جديدة أمام المسوقين والشركات، فهو يمكّنهم من:

  • تحسين المحتوى: عبر أدواته التي تقدم إجابات فورية ومباشرة للمستخدمين، مثل تجربة البحث التوليدية (SGE) من جوجل، مما يقلل من حاجة المستخدمين للنقر على روابط متعددة.
  • فهم نية المستخدم: تستطيع خوارزميات الذكاء الاصطناعي فهم ما يريده المستخدم بدقة أكبر من أي وقت مضى، وتقديم نتائج أكثر صلة وتخصيصًا، وهو أمر حيوي للشركات التي ترغب في تلبية احتياجات عملائها بشكل فردي.
  • توقع توجهات البحث: يمكن للشركات الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتوقع اهتمامات المستخدمين وتوجهاتهم المستقبلية، مما يمنحها ميزة تنافسية.

إقرأ أيضاً: الذكاء الصناعي Gemini يعترف أن القرآن ليس بشرياً!

×