جدول المحتويات
أطلقت X ميزة جديدة ضمن صفحة «About This Account» (حول هذا الحساب)، والتي تبدأ بعرض معلومات عن الحساب — منها البلد أو المنطقة التي يُفترض أن الحساب “يقيم” فيها.
الميزة أظهرت أيضًا بيانات مثل: تاريخ إنشاء الحساب، عدد مرات تغيير اسم المستخدم، وطريقة التسجيل (عبر التطبيق أو المتصفح) أو متجر التطبيقات.
الهدف المُعلن من X كان تعزيز الشفافية، وتمكين المستخدمين من التحقق من “أصالة” الحسابات، وبالتالي المساعدة في الحد من الحسابات المزيفة أو “الذباب الإلكتروني”.
خاصة الحسابات المثيرة للفتنة (سياسياً وإيديولوجياً)
خلال أيام من تفعيل الميزة، تم رصد عدد كبير من الحسابات التي كانت تدّعي أنها لمجرد ناشطة محلية أو تنتمي لدول معينة، لكنها في الواقع “مُقرّها” دول أو مناطق مختلفة — أحيانًا بعيدة تمامًا.
على سبيل المثال، بعض حسابات «يمينية متـ.طرفة» تدعو إلى تطـ.رف أو خطاب عـ.نصري في أوروبا، لكن أظهرت الميزة أنها تعمل من آسيا أو أستراليا.
وفي العالم العربي — بحسب تقارير صحافية — ساهمت الميزة في كشف “حسابات تنتحل هويات” لأشخاص في دول عربية (كـ “سعوديات” أو “يمنيين”) لكنها في الواقع تديرها جهات خارجية أو من دول مختلفة.
الهدف من تلك الحسابات غالبًا كان نشر تشويه، تضليل، أو إشعال خلافات سياسية/اجتماعية، أو الترويج لأجندات إيديولوجية — ما يشير إلى دور “جيوش إلكترونية” أو “ذباب رقمي” يعمل ربما بغرض أجندات سياسية أو ربح مالي عبر لفت الانتباه أو إثارة الجدل.
حسابات تضليلية كثيرة
بحسب تقرير منشور في موقع “الصفحة الأولى”، أُشير إلى أن «شبكة حسابات» يُزعم أنها مدارة من Unit 8200 الإسرائيلية كانت تدير حسابات تنتحل جنسيات/هويات عربية (سعودية، مصرية…) وتبث محتوى تحريضي بين دول عربية — مثلاً حسابات تنتقد السعودية لكن تبين أنها تُدار من تركيا أو بريطانيا، أو حسابات تنتقد مصر وتُدار من دول أوروبية. (موقع الصفحة الأولى)
تقرير من مصادر تُركّز على المغرب أظهر أن عدداً من الحسابات التي كانت تنشر محتوى ضد المغرب — على أنها “مغربية” أو “مهاجرة مغربية” — تبين أنها مُدارة من دول أو أماكن خارج المغرب. (Morocco World News)
في سياق الحرب على غزة: بعض الحسابات التي ادّعت أنها “من غزة” — على أنها من سكان مخيمات أو ضحايا الحرب — تبين أنها تُدار من دول خارج المنطقة (مثلاً باكستان، بنغلادش، أو دول أوروبية). مثال: حساب يدّعي كونه “أب فلسطيني من قطاع غزة” لكنه مقره الحقيقي في إحدى الدول الآسيوية حسب ميزة الموقع. (ynetglobal)
لماذا «أمثلة» وليست قائمة مؤكدة
في كثير من الحالات، التقارير تشير إلى “شبكات أو حسابات مشبوهة” دون ذكر أسماء بشكل علني، أو تذكر أسماء فقط في تغريدات/تحليل اجتماعي — لأن نشر أسماء قد يثير جدلاً قانونياً أو انتهاكاً لسياسات المنصة.
الميزة التي كشفت الموقع — رغم أنها مهّدت للكشف — ليست دائمًا دقيقة: الحسابات التي تسافر، تستخدم VPN، أو غير مستقرة جغرافياً قد يُخطأ تحديد موقعها.
بعض التقارير تُصنّف الحسابات كـ “مُحتملة” ضمن “شبكات ذباب إلكتروني” أو حملات تضليل — أي أن التحليل غالباً بناء على أنماط نشر، نشاط متزامن، أو تراكم شواهد، وليس دائماً “برهان قاطع” تتحمل مسؤوليته جهة محايدة.
لماذا هذه المعلومات “حساسة” / لماذا لا توجد قائمة شاملة
لأن استخدام الميزة الجديدة شهد جدلاً كبيراً: بيانات الموقع قد تتغير أو تُخفى، والمنصة أعادت ضبط بعض الإعدادات بعد ملاحظات أن الميزة طُبّقت بشكل خاطئ.
“إلقاء التهمة” على حساب باعتباره مثير فتنة يتطلب تحقيقاً أعمق — ليس فقط “موقع مختلف عن المزعوم”، بل تحليل محتوى، تتابع نشر، تدقيق خلفيات.
نشر قوائم “حسابات مثيرة للفتنة” علنية قد يفتح الباب لسوء استخدام: اتهامات زائفة، حملات تشهير، أو إساءة استهداف مدنيين.
الجدل والتحفظات
الميزة أثارت غضبًا واسعًا بين المستخدمين الذين رأوا فيها “إكراهًا” لكشف الهوية أو الموقع، وهو أمر قد يشكل خطراً على خصوصيتهم، خاصة في دول تفرض قيود على حرية التعبير.
من جهة أخرى، ظهر أن الموقع المعروض ليس دائمًا دقيقًا — بعض الحسابات القديمة أو التي استُخدمت عبر VPN أو خضعت لتبديلات في الموقع، أظهرت بيانات غير صحيحة أو مضلّلة.
هذا الأمر دفع بعض المستخدمين إلى التشكيك بنتائج الميزة، واعتبارها أداة يمكن استغلالها لإشاعة الفوضى أو اتهام حسابات خطأ.
هل الغيت الميزة جزئيًا أم كليًا؟ وما الجديد الآن
بعد ساعات قليلة من الانتقادات، يبدو أن الميزة تحوّلت إلى “فوضى” على المنصة، مع تسريبات واتهمات باستهداف حسابات سياسية أو مثيرة للجدل.
بحسب ما ورد، قامت X بإزالة جزء من المعلومات — تحديدًا “مكان إنشاء الحساب” — بسبب أن البيانات “لم تكن 100% دقيقة” لعدد من الحسابات، خاصة القديمة منها.
لكن الميزة لم تُلغَ بالكامل: جزء من “مكان الإقامة/البلد” ما زال يظهر، مع تنبيه بأن الموقع قد لا يكون دقيقاً (مثل عند استخدام VPN أو التنقّل).
كما أن بعض الحسابات (خاصة حكومية أو رسمية) استُثنيت من عرض الموقع لتفادي أخطار أمنية أو سياسية.
ماذا يعني هذا في سياق العالم العربي؟
في دول عربية — سواء في الخليج أو غيرها — حيث تُستخدم “حسابات مجهولة” للتأثير على الرأي العام أو لتضليل — هذه الميزة أتاحّت لأول مرة كشف “أصالة” بعض هذه الحسابات، أو على الأقل مكان “تشغيلها” الفعلي.
لكن بسبب المخاوف من خصوصية وسلامة مستخدمين، والمخاطر إن الحسابات التي تكشفها تكون لأشخاص حقيقيين، ثمة من يرى أن الميزة تشكل تهديدًا أمنيًا أو أخلاقيًا.
وأيضًا، كما أظهر بعض التقارير، ميزة كشف الموقع يمكن أن تُخطئ، خصوصًا إذا استخدم الحساب VPN أو انضم من دولة ثم سافر، ما يقلل من “موثوقية التأكيد” — وهو ما يجعل النتائج بحاجة إلى تفسير بحذر.
وماذا بعد
الميزة الجديدة لـ X كانت — على الورق — خطوة نحو الشفافية ومحاربة الحسابات المضلّلة أو “الذباب الإلكتروني”. بالفعل، كشفت عدة حسابات تنتحل هويات زائفة أو تدير حملات تضليل، وبعضها كان يروج لخطاب مثير للفتنة أو متطرف.
لكن الميزة سببت جدلاً واسعاً: انتقادات بسبب الخصوصية والدقة، وشكوك حول مدى مصداقية الموقع المعروض، وأيضًا أخطار على حسابات حقيقية في دول مع قمع أو قيود على حرية التعبير.
وبعد أن واجهت المنصة “خروجًا من السيطرة” (كما وصفته بعض التقارير)، تم سحب جزء من المعلومات، لكن ما تبقى — “بلد/منطقة الحساب” — لا يزال ظاهراً مع تنبيهات بدقة غير مضمونة.
المصادر: مواقع اخبارية





